عشرة اخطاء للمضاربن فى الاسهم
الخطأ الاول: احتفاظك بأسهمك الخاسرة
قد يتمسك البعض بأسهمهم الخاسرة لفترات طويلة، ويعود ذلك بدوافع واسباب مختلفة، ولكن السبب الرئيسى هو الفشل فى التخلص من تلك المراكز الخاسرة مبكرا، والاسباب التى تدفع المضاربين الاحتفاظ بأسهمهم الخاسرة هى اسباب نفسية فى المقام الاول، وهنا تكمن الخطورة. وقد يخدعهم الامل والطمع ويدفعهم لذلك. وربما حاول هؤلاء المضاربون اقناع انفسهم يأن السهم سوف يعود للارتفاع مرة اخرى.
ولكى تظل خسارتك محدودة فانك بحاجة الى وضع خطة قبل شرائك الاسهم. وهناك قاعدة مهمة جدا لدرجة انه يجب عليك وضعها امام جهاز الحاسب الخاص بك او على مكتبك، وهى انك اذا خسرت ما يزيد على عشرة بالمائة فى احد الاستثمارات، فعليك بيع ما بحوزتك من الاسهم، فأنت خسرت بالفعل ولهذا فأنك تبيع الأسهم. وتستطيع ان تقوم بعمل أمر ايقاف الخسارة عندما ينخفض السعر بمقدار عشرة بالمائة عن سعر الشراء الذى اشتريت به الاسهم او عمل مذكرة بذلك. والنقطة الاساسية هى انك تتصرف عندما تخسر اسهمك ولا تبقى متفرجا. بل ان بعض الخبراء يوصون بذلك عندما تصل الخسارة الى ثمانية بالمائة فقط. وحتى لو كانت الشركة تبدو قوية لكن السهم يتراجع (لاسباب غير معروفة) فان رد الفعل الوحيد هو استخدام قاعدة العشرة بالمائة.
وبالطبع فهناك استثناءات فاذا اشتريت احد الاسهم بسعر يبدو انه رخيص ثم تذبذب السعر قبل ان تفقد نسبة العشرة بالمائة، فيمكنك ان تتمسك بهذا السهم، خاصة اذا توقعت أرباحا مستقبلية، وهذه القاعدة مصممة لمنع المستثمرين والمتعاملين غير الواعين من تحويل الخسارة الصغيرة الى خسارة كبيرة.
الخطأ الثانى: أن تترك أسهمك الرابحة حتى تخسر
عندما تبيع اسهمك من اجل الربح ينتابك شعور بأنك لو احتفظت به لفترة أطول لتحقق لك المزيد من من المال! وهكذا فقد يحقق البعض ارباحا هائلة فى سوق الاسهم ثم يبقون مترقبين مكتوفى الايدى فى حين تتلاشى جميع ارباحهم.. وهؤلاء ينكرون ان العديد من الاسهم المفضلة سوف تعود ثانية الى ما كانت عليه من سعر معادل، وبعضهم يفقد بسبب هذا الاعتقاد ارباحهم، وربما جزءا من استثماراتهم الاصلية. وبطبيعة الحال فان تحقيق ارباحا ثم خسارتها بالكامل أكثر ألما من عدم تحقيق أية ارباحا.
ومثال ذلك سهم اريكسون(شركة الاتصالات السويدية) حيث كان من الممكن شراء سهمها بعشرين دولارا فى عام 1998 وبعد عام انطلق السهم ليصل الى تسعين دولارا، وبقى الكثيرون ينتظرون المزيد من الارتفاع.. ولكن فى عام 2002 هبط السهم الى اقل من دولار واحد، واذا كان لديك احد الاسهم الرابحة فربما تعتقد انه من الجنون ان تخرج من السوق مبكرا.. فماذا تفعل؟
هناك اسلوب يسمى اسلوب البيع التراكمى، او خطة 30-30، وخلاصتها انه اذا ارتفعت اسهمك بما يزيد على 30% فعليك بيع 30% من الاسهم التى تملكها. وهكذا ترضى الاحساسين التؤامين بداخلك، وهما الخوف والطمع.
ولا تنس هذه القاعدة العامة: "لايمكن ان تفلس ما دمت تحصل على ارباح".
الخطأ الثالث: أن تشعر بارتباط نفسى بعوائد أسهمك
ان عدم القدرة على التحكم فى المشاعر هو السبب الرئيسى لتجنب الكثيرين الاستثمار فى سوق الأسهم. فعند استثمار مبالغ كبيرة تجد أن المستثمر غالبا تنتابه مشاعر كثيرة تدفعه الى اتخاذ القرار الخطأ. وعموما فان زيادة حساسيتك تجاه استثماراتك مؤشر على انك ستخسر جانبا منها.
هناك مشكلة شائعة تصيب من ذاق طعم النجاح فى السوق وهى الثقة الزائدة، ولا نقصد الثقة المتوازنة فهى ضرورية للاستثمار الناجح، وانما نقصد الغرور الذى يؤدى الى الخطر. فقد يكون من اسباب انهيار سوق الاسهم ان الكثير من المساهمين حققوا الكثير من المكاسب فصاروا يعتقدون أنهم عباقرة، فى حين ان ما جعلهم يكسبون ليست عبقريتهم وانما هى السوق المنتعشة التى تثير فيهم الطمع، واذا اجتمع الطمع مع الثقة الزائدة فان المستثمر يفقد القدرة على التفكير السليم.
ان اكثر المتعاملين والمستثمرين أرباحا هم الذين ليس لديهم ارتباط عاطفى بالأسهم التى يشترونها وهم لايعتمدون على الخوف او الطمع او الأمل عند اتخاذ قرارات التعامل، بل ينظرون فقط الى البيانات الفنية والاساسية.
الخطأ الرابع: أن تراهن بجميع اموالك على نوع أو نوعين من الأسهم فقط
من المشاكل فى عالم الأسهم أن معظم الناس ليس لديهم الأموال الكافية للاحتفاظ بمحفظة متنوعة على النحو السليم، وكقاعدة عامة يجب ان لا يمثل نوع واحد من الاسهم أكثر من 20 بالمائة من حجم محفظتك. وعلى الرغم من ان التنوع يحد من أرباحك المتزايدة الا انه يحميك ايضا فى حالة الاداء السيىء لأحد استثماراتك، فاذا شعرت انك مضطر لوضع جميع اموالك فى نوع واحد او نوعين فقط من الاسهم فعليك شراء أسهم فى الشركات المتحفظة التى تنخفض نسبة سعر أسهمها مقارنة بالارباح أقل من عشرة بالمائة، فهى تزيد من عوائدها عن طريق توزيعات الارباح ربع السنوية.
استثناءات:
اذا كنت احد المتعاملين فى الاجل القصير (او كنت مغامرا) فاعتمد كثيرا على نوع او نوعين من الاسهم، قد تحقق الكثير من المال . وعليك ان تتخصص بنوع من أنواع الاستثمارات حتى تصبح لديك فرصة أفضل لمعرفة وقت الشراء او بيع اسهم هذا النوع. ومن الواضح ان هذه الاستراتيجية تناسب المضاربين أكثر من المستثمرين.
الخطأ الخامس: اعتقادك أنك لاتستطيع ان تكون منظما ومرنا فى نفس الوقت
يعتقد البعض ان قلة التنظيم والمهارة هما السبب الرئيسى فى ان معظم المستثمرين فى الاسهم يخسرون، وهم على حق. فاذا كنت منظما فستكون لديك استراتيجية او خطة. وبغض النظر عما تشعر به فسوف تلتزم باستراتيجيتك وخططك.
ان التنظيم يعنى ان تكون لديك المعرفة لتحدد ما يجب ان تفعله (الجانب الاسهل) والارادة والشجاعة للقيام بما يجب عليك فعله(الجانب الاصعب). وهذا يعنى ان عليك الالتزام باستراتيجيتك. وغالبا ما يحقق الالتزام بالقواعد نتائج جيدة مع المستثمرين الناجحين.
وعلى الرغم من ان المحترفين فى السوق على حق حول الحاجة للنظام لتكون ناجحا، الا ان عليك ايضا توازن ذلك مع جزء بسيط من المرونة، وبعض المستثمرين يلتزمون بالاستراتيجية الخاصة بالاسهم بطريقة صارمة لدرجة انهم لا يستجيبون للسوق عندما تتجه الى عكس مصالحهم والنظام امر ضرورى، ولكن ان تكون واقعيا بدرجة كافية حتى يمكن تغيير استراتيجيتك وخططك وقواعدك خاصة اذا كنت تخسر أرباحك، ولكل قاعدة واستراتيجية استثناءات.
يجب ان يكون المستثمر الحقيقى منظما ومرنا فى آن واحد.
الخطأ السادس: أن لا تتعلم من أخطائك
من المعروف فى اوساط المستثمرين انك تتعلم من خسارتك أكثر مما تتعلم من مكسبك. ومن الاشياء السيئة التى حدثت للعديد من المستثمرين الجدد فى اواخر التسعينيات من القرن الماضى فى سوق الاسهم العالمية انهم حققوا ارباحا فى السوق بسرعة كبيرة وببساطة شديدة، وعندما توقفت الارباح المحققة بالوسائل السهلة وهبط السوق لم تكن لدى العديد منهم ادى فكرة عما يستطيعون فعله بعد ذلك.. لأنهم ببساطة لا يعرفون الاحساس بحسارة المال.
اذا خسرت ما يزيد عن 10% فى السوق فهناك القليل من الاشياء التى يمكنك فعلها. فبدلا من ان تدفن راسك فى الرمال حاول فهم اخطائك، فليس من المفيد تقديم الاعذار والتصرف كما لو كانت خسارة الأسهم مجرد خسائر على ورق يمكن تداركها وتعويضها فى المستقبل.
وفى السوق لايمكن ان يسير كل شىء دائما فى الطريق الصحيح حتى النهاية. لذا تقبل الخسارة واحرص على عدم تكرار نفس الخطأ مرة اخرى.
الخطأ السابع: أن تستمع الى نصائح الاشخاص غير المؤهلين
اذا جحظت عيناك وانت تقرأ عن التحليل الاساسى والتحليل الفنى فهناك طريقة وأبسط لايجاد الاسهم التى ترغب فى شرائها، وهى المعلومات السرية الخاصة بالاسهم. وأجمل ما فى هذه الطريقة هو انك تسطتيع تحقيق ارباح دون بذل أى مجهود اذا كانت هذه المعلومات حقيقية. ان سماعك للنصائح لا يعنى ان تغفل تماما عن دراسة السهم من حيث التحليل الاساسى والتحليل الفنى. وقبل ان تستمع الى النصيحة يجب عليك اولا ان تتأكد ان من اسداها اليك ليس له اهداف اخرى، فالكثير من المحللين وشركات المحاسبة يسعون لتحويل الشركات الخاسرة الى شركات رابحة. ان من غير المنطقى أن تقضى وقتا طويلا فى دراسة جدوى شراء تلفاز من نوع معين مثلا، بينما تبادر الى شراء عدد من الاسهم بأضعاف قيمة ذلك التلفاز دون ان تقضى وقتا كافيا للتأكد من ان قرارك مناسب. وقد يكون الدافع لهذه العجلة هو الطمع بالربح السريع.
الخطأ الثامن: أن تتبع اتجاه القطيع
هل تريد أن تخسر أموالك؟ اذا كنت ترغب فى ذلك فافعل ما يفعله الاخرون. ان من الصعب ان تفكر بطرقة مختلفة عن الاخرين، ولكنك لو درست حياة بعض اعظم المتعاملين والمستثمرين فى الماضى القريب فسوف تكتشف أنهم حصلوا على ثرواتهم فى الغالب عن طريق القيام بعكس ما كان الاخرون يفعلونه. وهذا يعنى أنهم كانوا يشترون عندما كان الاخرون يبيعون، ويبيعون عندما كان الاخرون يشترون. ان الاشارة على انتهاء السوق المنتعشة التى ترتفع فيها الاسعار قد تبدو وكأن الجميع يتعاملون فى سوق الاسهم، وعلى العكس فان الاشارة الى نهاية السوق الهابط التى تنخفض فيها اسعار الاسهم هو دليل على ان الجميع خائف جدا من الاستثمار فى السوق. وعندما يتجنب الجميع سوق الاسهم حيث يبدو الوقت وكانه اسوأ وقت ممكن للاستثمار فسوف تنتهى فترة السوق الهابطة. ولسوء الحظ فانه لا يوجد من يدق الجرس ليعلن النهاية، ولكن عليك ان تكتشف ذلك بنفسك. الان كيف تفكر بطريقة مختلفة عن الاخرين؟ يمكنك البدء بالنظر فى الاستراتيجيات التى لا يستخدمها الناس.. ولكن لسوء الحظ فبمجرد ان يكتشف الجميع هذه الاساليب تتوقف العديد من الاستراتيجيات عن العمل.. على سبيل المثال: استراتيجيات مثل "تأثير يناير"،
حيث تقوم ببيع جميع أسهمك فى بداية ديسمبر ثم تعيد شرائها مرة اخرى فى يناير، فقد كانت استراتيجية جيدة حتى تم الاعلان عنها بشكل واسع فى وسائل الاعلام.
الخطأ التاسع: أن تكون مؤهلا لما هو اسوأ
قبل ان تدخل الى سوق الاسهم يجب ان تكون مؤهلا وتتخلى عن الخوف. فرغم ان عليك ان تامل بما هو أفضل دائما، الا انك يجب ان تكون مؤهلا لما هو اسوأ. ومن اكبر الاخطاء التى يقع فيها الكثير من المستثمرين أنهم يعتقدون أن اسهمهم لن تنخفض اسعارها، وهم ليسوا مؤهلين للتعامل خلال فترة التدنى والانخفاض التى تشهدها الاسواق، او فترات الركود والانكماش او انهيار السوق او اى حدث اخر غير متوقع قد يدمر السوق. حتى لو لم تكن تتوقع كارثة مالية، حاول دائما ان تضع خطة "واقية من الصدمات " تعتمد على المنطق والاحساس العام، وليس على الخوف.. واليك بعض الخطوات القليلة التى يمكن ان تتخذها لحماية محفظتك.
أولا: عليك تحويل الكثير من أموالك الى نقدية: فعندما تكون اموالك سائلة فانه من السهل عليك ان تتخذ قرارات غير عاطفية حول المكان الذى تضع فيه أموالك بعد ذلك. والنقدية هى مكان مريح عندما يكون الاقتصاد فى حالة صراع، والسوق فى حالة هبوط. حيث يمكنك ان تنتظر مؤقتا على الخطوط الجانبية حتى يسترد السوق قوته فقد ينم هذا التحرك عن الحكمة. فاذا استسلم السوق بالفعل او دخل فى كابوس انكماش تكون الطريقة الوحيدة للفوز هى وفرة السيولة او النقدية.
ثانيا: قلل حجم التعاملات: اذا كنت احد المتعاملين فحد عدد الاسهم التى تتعامل عليها، حيث انه عندما يصبح من الصعب جدا تحقيق أرباح فى السوق، يحاول البعض بطريقة خاطئة استعادة أرباحهم المفقودة. ويكون الطمع حينئذ أقوى من الخوف، وهذا هو السبب فى أن بعض الناس يرهنون منازلهم من أجل فرصة الثراء السريع. فاذا كان ولابد من التعامل فيجب أن يكون حجم التعاملات محدودا.
ثالثا: ادرس السوق أكثر: اذا وصلت الى فترة تنخفض فيها الاسعار فى الأسواق، يكون عليك استغلال ذلك الوقت لدراسة الأسواق، ومن ثم اقرأ الكتب، وحاول تنشيط ذاكرتك فيما يتعلق بالتحليل الاساسى والفنى، وعندما يسترد السوق نشاطه (هذا ما يحدث عادة فى النهاية)، فسوف تكون مؤهلا ومستعدا بمجموعة من الاسهم الجديدة المنتقاة.
الخطأ العاشر: أن تهمل المال أو تسىء ادارته
ان ادارة المال مهارة صعبة على معظم الناس، لكنها أحد أهم المهارات التى يجب أن تملكها. أما ان كنت لا تستطيع ادارة الأموال فانه محكوم عليك بالوقوع فى المشاكل المالية (الا اذا استأجرت شخصا يديرها نيابة عنك).
هل تريد أن تعرف سر تحقيق المال فى سوق الأسهم أو أى نوع من الاستثمار؟ أن لا تخسر أموالك! هذه هى الحقيقة بكل بساطة.. وبتفكير كاف ستجد أن هذا يعنى الكثير. ومن الواضح أنه ليس من السهل العثور على استثمارات لا تخسر فيها أموالك، ولكن ذلك يجب أن لا يوقفك عن المحاولة.
ان اهمال وترك فرص الربح ضار جدا، مثله فى ذلك مثل سوء ادارة الأموال.. ان بعض الخوف يجعلك تقف على اطراف أصابعك وتكون متأهبا، ولكن الخوف الزائد قد يتسبب فى ترك الاستثمارات المربحة. فالخوف من الخسارة هو الذى يمنع أكثر الناس من شراء الأسهم وهى فى أدنى أسعارها، وكذلك الخوف من خسارة الأرباح الطائلة هو الذى يمنع الناس من بيع الأسهم قبل فوات الاوان. والخوف ينتج فى العادة من نقص المعرفة، ولهذا فمن الضرورى ان تقوم بعمل ابحاث خاصة بك عندما تتاح أمامك فرصة مالية، وهذا يمنحك الفرصة لأتخاذ قرار سليم اعتمادا على الحقائق وليس على العاطفة والاحساس.
من الواضح أنك لست على علم بجميع المعلومات التى تحتاجها لكى تكون على صواب 100% ويجب أن تتخذ احد القرارات على اساس أفضل المعلومات المتوفرة لديك فى ذلك الوقت، وسوف تخطىء مرات عديدة. ويوجد العديد من الفجوات والأجزاء الناقصة أو المفقودة من المعلومات التى تجعلك تتسائل عما اذا كنت تتخذ القرار السليم. فالخوف من
الخطأ الاول: احتفاظك بأسهمك الخاسرة
قد يتمسك البعض بأسهمهم الخاسرة لفترات طويلة، ويعود ذلك بدوافع واسباب مختلفة، ولكن السبب الرئيسى هو الفشل فى التخلص من تلك المراكز الخاسرة مبكرا، والاسباب التى تدفع المضاربين الاحتفاظ بأسهمهم الخاسرة هى اسباب نفسية فى المقام الاول، وهنا تكمن الخطورة. وقد يخدعهم الامل والطمع ويدفعهم لذلك. وربما حاول هؤلاء المضاربون اقناع انفسهم يأن السهم سوف يعود للارتفاع مرة اخرى.
ولكى تظل خسارتك محدودة فانك بحاجة الى وضع خطة قبل شرائك الاسهم. وهناك قاعدة مهمة جدا لدرجة انه يجب عليك وضعها امام جهاز الحاسب الخاص بك او على مكتبك، وهى انك اذا خسرت ما يزيد على عشرة بالمائة فى احد الاستثمارات، فعليك بيع ما بحوزتك من الاسهم، فأنت خسرت بالفعل ولهذا فأنك تبيع الأسهم. وتستطيع ان تقوم بعمل أمر ايقاف الخسارة عندما ينخفض السعر بمقدار عشرة بالمائة عن سعر الشراء الذى اشتريت به الاسهم او عمل مذكرة بذلك. والنقطة الاساسية هى انك تتصرف عندما تخسر اسهمك ولا تبقى متفرجا. بل ان بعض الخبراء يوصون بذلك عندما تصل الخسارة الى ثمانية بالمائة فقط. وحتى لو كانت الشركة تبدو قوية لكن السهم يتراجع (لاسباب غير معروفة) فان رد الفعل الوحيد هو استخدام قاعدة العشرة بالمائة.
وبالطبع فهناك استثناءات فاذا اشتريت احد الاسهم بسعر يبدو انه رخيص ثم تذبذب السعر قبل ان تفقد نسبة العشرة بالمائة، فيمكنك ان تتمسك بهذا السهم، خاصة اذا توقعت أرباحا مستقبلية، وهذه القاعدة مصممة لمنع المستثمرين والمتعاملين غير الواعين من تحويل الخسارة الصغيرة الى خسارة كبيرة.
الخطأ الثانى: أن تترك أسهمك الرابحة حتى تخسر
عندما تبيع اسهمك من اجل الربح ينتابك شعور بأنك لو احتفظت به لفترة أطول لتحقق لك المزيد من من المال! وهكذا فقد يحقق البعض ارباحا هائلة فى سوق الاسهم ثم يبقون مترقبين مكتوفى الايدى فى حين تتلاشى جميع ارباحهم.. وهؤلاء ينكرون ان العديد من الاسهم المفضلة سوف تعود ثانية الى ما كانت عليه من سعر معادل، وبعضهم يفقد بسبب هذا الاعتقاد ارباحهم، وربما جزءا من استثماراتهم الاصلية. وبطبيعة الحال فان تحقيق ارباحا ثم خسارتها بالكامل أكثر ألما من عدم تحقيق أية ارباحا.
ومثال ذلك سهم اريكسون(شركة الاتصالات السويدية) حيث كان من الممكن شراء سهمها بعشرين دولارا فى عام 1998 وبعد عام انطلق السهم ليصل الى تسعين دولارا، وبقى الكثيرون ينتظرون المزيد من الارتفاع.. ولكن فى عام 2002 هبط السهم الى اقل من دولار واحد، واذا كان لديك احد الاسهم الرابحة فربما تعتقد انه من الجنون ان تخرج من السوق مبكرا.. فماذا تفعل؟
هناك اسلوب يسمى اسلوب البيع التراكمى، او خطة 30-30، وخلاصتها انه اذا ارتفعت اسهمك بما يزيد على 30% فعليك بيع 30% من الاسهم التى تملكها. وهكذا ترضى الاحساسين التؤامين بداخلك، وهما الخوف والطمع.
ولا تنس هذه القاعدة العامة: "لايمكن ان تفلس ما دمت تحصل على ارباح".
الخطأ الثالث: أن تشعر بارتباط نفسى بعوائد أسهمك
ان عدم القدرة على التحكم فى المشاعر هو السبب الرئيسى لتجنب الكثيرين الاستثمار فى سوق الأسهم. فعند استثمار مبالغ كبيرة تجد أن المستثمر غالبا تنتابه مشاعر كثيرة تدفعه الى اتخاذ القرار الخطأ. وعموما فان زيادة حساسيتك تجاه استثماراتك مؤشر على انك ستخسر جانبا منها.
هناك مشكلة شائعة تصيب من ذاق طعم النجاح فى السوق وهى الثقة الزائدة، ولا نقصد الثقة المتوازنة فهى ضرورية للاستثمار الناجح، وانما نقصد الغرور الذى يؤدى الى الخطر. فقد يكون من اسباب انهيار سوق الاسهم ان الكثير من المساهمين حققوا الكثير من المكاسب فصاروا يعتقدون أنهم عباقرة، فى حين ان ما جعلهم يكسبون ليست عبقريتهم وانما هى السوق المنتعشة التى تثير فيهم الطمع، واذا اجتمع الطمع مع الثقة الزائدة فان المستثمر يفقد القدرة على التفكير السليم.
ان اكثر المتعاملين والمستثمرين أرباحا هم الذين ليس لديهم ارتباط عاطفى بالأسهم التى يشترونها وهم لايعتمدون على الخوف او الطمع او الأمل عند اتخاذ قرارات التعامل، بل ينظرون فقط الى البيانات الفنية والاساسية.
الخطأ الرابع: أن تراهن بجميع اموالك على نوع أو نوعين من الأسهم فقط
من المشاكل فى عالم الأسهم أن معظم الناس ليس لديهم الأموال الكافية للاحتفاظ بمحفظة متنوعة على النحو السليم، وكقاعدة عامة يجب ان لا يمثل نوع واحد من الاسهم أكثر من 20 بالمائة من حجم محفظتك. وعلى الرغم من ان التنوع يحد من أرباحك المتزايدة الا انه يحميك ايضا فى حالة الاداء السيىء لأحد استثماراتك، فاذا شعرت انك مضطر لوضع جميع اموالك فى نوع واحد او نوعين فقط من الاسهم فعليك شراء أسهم فى الشركات المتحفظة التى تنخفض نسبة سعر أسهمها مقارنة بالارباح أقل من عشرة بالمائة، فهى تزيد من عوائدها عن طريق توزيعات الارباح ربع السنوية.
استثناءات:
اذا كنت احد المتعاملين فى الاجل القصير (او كنت مغامرا) فاعتمد كثيرا على نوع او نوعين من الاسهم، قد تحقق الكثير من المال . وعليك ان تتخصص بنوع من أنواع الاستثمارات حتى تصبح لديك فرصة أفضل لمعرفة وقت الشراء او بيع اسهم هذا النوع. ومن الواضح ان هذه الاستراتيجية تناسب المضاربين أكثر من المستثمرين.
الخطأ الخامس: اعتقادك أنك لاتستطيع ان تكون منظما ومرنا فى نفس الوقت
يعتقد البعض ان قلة التنظيم والمهارة هما السبب الرئيسى فى ان معظم المستثمرين فى الاسهم يخسرون، وهم على حق. فاذا كنت منظما فستكون لديك استراتيجية او خطة. وبغض النظر عما تشعر به فسوف تلتزم باستراتيجيتك وخططك.
ان التنظيم يعنى ان تكون لديك المعرفة لتحدد ما يجب ان تفعله (الجانب الاسهل) والارادة والشجاعة للقيام بما يجب عليك فعله(الجانب الاصعب). وهذا يعنى ان عليك الالتزام باستراتيجيتك. وغالبا ما يحقق الالتزام بالقواعد نتائج جيدة مع المستثمرين الناجحين.
وعلى الرغم من ان المحترفين فى السوق على حق حول الحاجة للنظام لتكون ناجحا، الا ان عليك ايضا توازن ذلك مع جزء بسيط من المرونة، وبعض المستثمرين يلتزمون بالاستراتيجية الخاصة بالاسهم بطريقة صارمة لدرجة انهم لا يستجيبون للسوق عندما تتجه الى عكس مصالحهم والنظام امر ضرورى، ولكن ان تكون واقعيا بدرجة كافية حتى يمكن تغيير استراتيجيتك وخططك وقواعدك خاصة اذا كنت تخسر أرباحك، ولكل قاعدة واستراتيجية استثناءات.
يجب ان يكون المستثمر الحقيقى منظما ومرنا فى آن واحد.
الخطأ السادس: أن لا تتعلم من أخطائك
من المعروف فى اوساط المستثمرين انك تتعلم من خسارتك أكثر مما تتعلم من مكسبك. ومن الاشياء السيئة التى حدثت للعديد من المستثمرين الجدد فى اواخر التسعينيات من القرن الماضى فى سوق الاسهم العالمية انهم حققوا ارباحا فى السوق بسرعة كبيرة وببساطة شديدة، وعندما توقفت الارباح المحققة بالوسائل السهلة وهبط السوق لم تكن لدى العديد منهم ادى فكرة عما يستطيعون فعله بعد ذلك.. لأنهم ببساطة لا يعرفون الاحساس بحسارة المال.
اذا خسرت ما يزيد عن 10% فى السوق فهناك القليل من الاشياء التى يمكنك فعلها. فبدلا من ان تدفن راسك فى الرمال حاول فهم اخطائك، فليس من المفيد تقديم الاعذار والتصرف كما لو كانت خسارة الأسهم مجرد خسائر على ورق يمكن تداركها وتعويضها فى المستقبل.
وفى السوق لايمكن ان يسير كل شىء دائما فى الطريق الصحيح حتى النهاية. لذا تقبل الخسارة واحرص على عدم تكرار نفس الخطأ مرة اخرى.
الخطأ السابع: أن تستمع الى نصائح الاشخاص غير المؤهلين
اذا جحظت عيناك وانت تقرأ عن التحليل الاساسى والتحليل الفنى فهناك طريقة وأبسط لايجاد الاسهم التى ترغب فى شرائها، وهى المعلومات السرية الخاصة بالاسهم. وأجمل ما فى هذه الطريقة هو انك تسطتيع تحقيق ارباح دون بذل أى مجهود اذا كانت هذه المعلومات حقيقية. ان سماعك للنصائح لا يعنى ان تغفل تماما عن دراسة السهم من حيث التحليل الاساسى والتحليل الفنى. وقبل ان تستمع الى النصيحة يجب عليك اولا ان تتأكد ان من اسداها اليك ليس له اهداف اخرى، فالكثير من المحللين وشركات المحاسبة يسعون لتحويل الشركات الخاسرة الى شركات رابحة. ان من غير المنطقى أن تقضى وقتا طويلا فى دراسة جدوى شراء تلفاز من نوع معين مثلا، بينما تبادر الى شراء عدد من الاسهم بأضعاف قيمة ذلك التلفاز دون ان تقضى وقتا كافيا للتأكد من ان قرارك مناسب. وقد يكون الدافع لهذه العجلة هو الطمع بالربح السريع.
الخطأ الثامن: أن تتبع اتجاه القطيع
هل تريد أن تخسر أموالك؟ اذا كنت ترغب فى ذلك فافعل ما يفعله الاخرون. ان من الصعب ان تفكر بطرقة مختلفة عن الاخرين، ولكنك لو درست حياة بعض اعظم المتعاملين والمستثمرين فى الماضى القريب فسوف تكتشف أنهم حصلوا على ثرواتهم فى الغالب عن طريق القيام بعكس ما كان الاخرون يفعلونه. وهذا يعنى أنهم كانوا يشترون عندما كان الاخرون يبيعون، ويبيعون عندما كان الاخرون يشترون. ان الاشارة على انتهاء السوق المنتعشة التى ترتفع فيها الاسعار قد تبدو وكأن الجميع يتعاملون فى سوق الاسهم، وعلى العكس فان الاشارة الى نهاية السوق الهابط التى تنخفض فيها اسعار الاسهم هو دليل على ان الجميع خائف جدا من الاستثمار فى السوق. وعندما يتجنب الجميع سوق الاسهم حيث يبدو الوقت وكانه اسوأ وقت ممكن للاستثمار فسوف تنتهى فترة السوق الهابطة. ولسوء الحظ فانه لا يوجد من يدق الجرس ليعلن النهاية، ولكن عليك ان تكتشف ذلك بنفسك. الان كيف تفكر بطريقة مختلفة عن الاخرين؟ يمكنك البدء بالنظر فى الاستراتيجيات التى لا يستخدمها الناس.. ولكن لسوء الحظ فبمجرد ان يكتشف الجميع هذه الاساليب تتوقف العديد من الاستراتيجيات عن العمل.. على سبيل المثال: استراتيجيات مثل "تأثير يناير"،
حيث تقوم ببيع جميع أسهمك فى بداية ديسمبر ثم تعيد شرائها مرة اخرى فى يناير، فقد كانت استراتيجية جيدة حتى تم الاعلان عنها بشكل واسع فى وسائل الاعلام.
الخطأ التاسع: أن تكون مؤهلا لما هو اسوأ
قبل ان تدخل الى سوق الاسهم يجب ان تكون مؤهلا وتتخلى عن الخوف. فرغم ان عليك ان تامل بما هو أفضل دائما، الا انك يجب ان تكون مؤهلا لما هو اسوأ. ومن اكبر الاخطاء التى يقع فيها الكثير من المستثمرين أنهم يعتقدون أن اسهمهم لن تنخفض اسعارها، وهم ليسوا مؤهلين للتعامل خلال فترة التدنى والانخفاض التى تشهدها الاسواق، او فترات الركود والانكماش او انهيار السوق او اى حدث اخر غير متوقع قد يدمر السوق. حتى لو لم تكن تتوقع كارثة مالية، حاول دائما ان تضع خطة "واقية من الصدمات " تعتمد على المنطق والاحساس العام، وليس على الخوف.. واليك بعض الخطوات القليلة التى يمكن ان تتخذها لحماية محفظتك.
أولا: عليك تحويل الكثير من أموالك الى نقدية: فعندما تكون اموالك سائلة فانه من السهل عليك ان تتخذ قرارات غير عاطفية حول المكان الذى تضع فيه أموالك بعد ذلك. والنقدية هى مكان مريح عندما يكون الاقتصاد فى حالة صراع، والسوق فى حالة هبوط. حيث يمكنك ان تنتظر مؤقتا على الخطوط الجانبية حتى يسترد السوق قوته فقد ينم هذا التحرك عن الحكمة. فاذا استسلم السوق بالفعل او دخل فى كابوس انكماش تكون الطريقة الوحيدة للفوز هى وفرة السيولة او النقدية.
ثانيا: قلل حجم التعاملات: اذا كنت احد المتعاملين فحد عدد الاسهم التى تتعامل عليها، حيث انه عندما يصبح من الصعب جدا تحقيق أرباح فى السوق، يحاول البعض بطريقة خاطئة استعادة أرباحهم المفقودة. ويكون الطمع حينئذ أقوى من الخوف، وهذا هو السبب فى أن بعض الناس يرهنون منازلهم من أجل فرصة الثراء السريع. فاذا كان ولابد من التعامل فيجب أن يكون حجم التعاملات محدودا.
ثالثا: ادرس السوق أكثر: اذا وصلت الى فترة تنخفض فيها الاسعار فى الأسواق، يكون عليك استغلال ذلك الوقت لدراسة الأسواق، ومن ثم اقرأ الكتب، وحاول تنشيط ذاكرتك فيما يتعلق بالتحليل الاساسى والفنى، وعندما يسترد السوق نشاطه (هذا ما يحدث عادة فى النهاية)، فسوف تكون مؤهلا ومستعدا بمجموعة من الاسهم الجديدة المنتقاة.
الخطأ العاشر: أن تهمل المال أو تسىء ادارته
ان ادارة المال مهارة صعبة على معظم الناس، لكنها أحد أهم المهارات التى يجب أن تملكها. أما ان كنت لا تستطيع ادارة الأموال فانه محكوم عليك بالوقوع فى المشاكل المالية (الا اذا استأجرت شخصا يديرها نيابة عنك).
هل تريد أن تعرف سر تحقيق المال فى سوق الأسهم أو أى نوع من الاستثمار؟ أن لا تخسر أموالك! هذه هى الحقيقة بكل بساطة.. وبتفكير كاف ستجد أن هذا يعنى الكثير. ومن الواضح أنه ليس من السهل العثور على استثمارات لا تخسر فيها أموالك، ولكن ذلك يجب أن لا يوقفك عن المحاولة.
ان اهمال وترك فرص الربح ضار جدا، مثله فى ذلك مثل سوء ادارة الأموال.. ان بعض الخوف يجعلك تقف على اطراف أصابعك وتكون متأهبا، ولكن الخوف الزائد قد يتسبب فى ترك الاستثمارات المربحة. فالخوف من الخسارة هو الذى يمنع أكثر الناس من شراء الأسهم وهى فى أدنى أسعارها، وكذلك الخوف من خسارة الأرباح الطائلة هو الذى يمنع الناس من بيع الأسهم قبل فوات الاوان. والخوف ينتج فى العادة من نقص المعرفة، ولهذا فمن الضرورى ان تقوم بعمل ابحاث خاصة بك عندما تتاح أمامك فرصة مالية، وهذا يمنحك الفرصة لأتخاذ قرار سليم اعتمادا على الحقائق وليس على العاطفة والاحساس.
من الواضح أنك لست على علم بجميع المعلومات التى تحتاجها لكى تكون على صواب 100% ويجب أن تتخذ احد القرارات على اساس أفضل المعلومات المتوفرة لديك فى ذلك الوقت، وسوف تخطىء مرات عديدة. ويوجد العديد من الفجوات والأجزاء الناقصة أو المفقودة من المعلومات التى تجعلك تتسائل عما اذا كنت تتخذ القرار السليم. فالخوف من