يحكى أن احد الأثرياء في الولايات المتحدة الأمريكية أعلن عن تقديم منحة مقدارها عشرة آلاف دولار لمن يعرض عليه فكرة ناجحة لاستثمار المبلغ. فجاء من يقول انه سوف يستثمر المبلغ في مشروع صغير وآخر قال: انه سيضعه في وديعة بنكية.. وثالث زعم أنه سوف ...ورابع.. وخامس... الخ. الثري بدوره سلم المبلغ لأحدهم بعد أن ....
قدم عرضاً قال فيه: سوف استثمر ألف دولار فقط أما التسعة آلاف المتبقية فسوف أرصدها لإدارة مشروعي الصغير المتواضع والدعاية له.
هذه رسالة للذين يرغبون في ركوب قطار الاستثمار بأن عليهم أن يراعوا ثلاثة أمور يمكن اعتبارها من بدهيات نجاح المشاريع الاستثمارية صغيرة كانت أم كبيرة.
الأول: امتلاك رأس المال اللازم لقيام المشروع بالكامل أو القدرة على توفير المال من خلال مصادر التمويل.. ويشترط هنا توفر مصادر دخل أخرى لمعالجة الدين الذي يترتب على التمويل في حال تأخر تنفيذ المشروع أو تعثر التسويق.
الثاني: التخطيط الجيد للمشروع من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين إلى جانب الاستعانة بأصحاب المشورة ويجب أن يراعى هنا حسن اختيار المدينة والموقع والعمالة.
الثالث: الإدارة. فكم هي المشاريع التي فشلت وتجاوز بعضها منعطف الخسائر ليصل إلى دوار الديون بسبب سوء الإدارة. ومن الأخطاء المستوطنة في مجتمعنا أن يصر المستثمر على الإدارة المباشرة للمشروع بنفسه دون أن تتوفر لديه الخبرة الكافية، ولو أنه اختار مديراً ناجحاً أو اختارت هي مديراً ناجحاً أو مديرة ناجحة بينما تولوا هم مهمة المتابعة والتوجيه وتوفير الدعم لكان خيراً لهم.