تعتبر التجارة الإليكترونية مفهوم جديد وظاهرة حديثة، وكانت بدايات تطبيقات التجارة الإلكترونية في أوائل السبعينيات، وكان أشهرها تطبيقاً في هذه التجارة هو التحويلات البنكية (Electronic Fund Transfer) وكان هذا التطبيق لا يتجاوز المؤسسات التجارية العملاقة، وبعد هذا التطبيق أتى التبادل الإلكتروني للبيانات (EDI)، وهذا التطبيق ساعد التجارة الإلكترونية للتوسع من مجرد أن تكون معاملات مالية إلى معاملات أخرى، وكان هذا التطبيق السبب أيضاً في ازدياد الشركات المساهمة في هذه التقنية من مؤسسات مالية إلى مصانع وبائعي التجزئة، وبعدها ظهرت تطبيقات الاتصالات السلكية واللاسلكية مثل بيع وشراء الأسهم. ومع بداية انتشار الإنترنت في التسعينيات من القرن الماضي، بدأ استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية، ومن ثم تم تطوير تطبيقات التجارة الإلكترونية بشكل أو بصورة كبيرة. وقد دخلت التجارة الإليكترونية في حياتنا اليومية حتى أنها أصبحت تستخدم في العديد من الأنشطة الحياتية والتي هي ذات ارتباط بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتمثل التجارة الإلكترونية أهمية كبيرة في العلاقات الاقتصادية والمالية سواء أكان ذلك على المستوى القومي أو الدولي. ويندرج مفهوم التجارة الإلكترونية تحت مفهوم أوسع يسمى بالاقتصاد الرقمي (Digital Economy) حيث يشمل التجارة الإلكترونية والقطاعات المنتجة والمستخدمة لتقنية المعلومات، وأجهزة الاتصالات، وقطاعات خدمات الاتصالات.
ولا يوجد للتجارة الإلكترونية تعريف متفق عليه دولياً، ولهذا ظهرت عدة تعريفات من أشخاص معنيون في هذا الشأن محاولين الوصول إلى تعريف شامل يصف ويحدد طبيعة هذه التجارة الإلكترونية وما يتعلق بها من ممارسات وأنشطة، ويقوم على خدمة المتعاملين في التجارة الإلكترونية.
وسأقوم هنا بكتابة تعريف محاولاً فيه أن أجمع بين التعريفات التي كتبت باجتهاد المعنيون في هذا المجال كما ذكرت سابقاً على النحو التالي:
التجارة الإلكترونية: "هي تنفيذ بعض أو كل المعاملات التجارية من بيع أو شراء السلع والخدمات أو تبادل المعلومات التجارية غير الورقية باستخدام مفهوم التبادل الإليكتروني للبيانات، البريد الإلكتروني، إرسال الفاكسات، وتحويل الأموال إلكترونياً وغيرها بشكل أفضل وأسرع، وتتم التجارة الإلكترونية بين مؤسسات الأعمال مع بعضها البعض، وبين مؤسسات الأعمال وزبائنها، وبين التجار والمستهلكين.