كم مرة تفاجأت وأنت تتصفح جديد الرسائل في صندوق بريدك الالكتروني بوجود رسائل تم إرسالها لك من جهات مجهولة تحتوي على إعلانات لا ” ترغب فيها ” ؟
الأمر نفسه يتكرر مع رسائل الجوال ، تجد أنك تتلقى رسائل مستمرة – من مزودي الخدمات – ومن جهات أخرى لا تعرفها تطالبك وتحضك على الاشتراك في خدمة س أو ص والاستمتاع بالعرض الخاص !
هذه الظاهرة تشتد بكثرة في الوطن العربي ، والإشكال الأكبر حينما يتم إدخالها تحت مظلة ” التسويق الالكتروني ” كـ نوع من أنواع التسويق الالكتروني والذي تقدمه بعض الشركات بمقابل مادي للآخرين !
لا أحد ينكر أن التسويق عبر البريد الالكتروني أو رسائل الجوال وسيلة غير فعالة! ، بل على العكس تماماً ، قد تكون وسيلة فعالة جداً إذا ما تم إحسان استخدامها . إن قوة التسويق الفعال تكمن في تسويق المنتج المناسب للفئة المناسبة ، فهذا في النهاية ما سيُحول الجهود التسويقية إلى مبيعات ، والقارئ العادي إلى مشتري / مستفيد .
إن حصول الجهة / صاحب الأعمال في شبكة الإنترنت على البريد الالكتروني – الذي يعمل على الوجه المطلوب – هو مفتاح أساسي لضمان استمرارية العلاقة بينه وبين هذا العميل . فتجد كثير من المواقع تحرص على الحصول على بريدك الالكتروني بطريقة شرعية – مثل طلبهم التسجيل للانتفاع بالخدمة أو الحصول على معرف في الموقع – ، أو إدراج بريدك الالكتروني في قائمة المراسلات الخاصة بعد أن تحدد لهم اهتماماتك والمواضيع التي تود أن يصلك جديدها .
الإشكال الذي نريد توضيحه في هذه التدوينة هو : أخلاقيات التسويق عبر البريد الالكتروني ، وتحديداً ، جزئية : الوصول الغير مشروع للبريد الالكتروني ( أو ما يسمى اصطلاحاً بالرسائل الاقتحامية SPAM ) ، ومتاجرة عدد كبير من الشركات بإيميلات المستخدمين العرب على الإنترنت وإغراقها بالرسائل الدعائية . مثال / شركة دوائر للتقنية ، تتبجح بكونها تملك ٢٥٠ ألف بريد الكتروني في السعودية – الله أعلم بالطريقة التي قامت فيها بجمع تلك الإيميلات -
إرسال إيميلات عشوائية يضر شركتك أكثر مما ينفعها ، لأنك ببساطة :
توجه الرسالة لأشخاص / جهات غير مهتمين بها .
لأنك تخترق خصوصية المتلقي وترسل له على بريده الالكتروني .
تعكس إنطباع أنك إنسان / جهة مزعجين ، لا تقومون بعملكم على وجه احترافي .
تؤدي إلى وضع بريدك الشركة ورسائلها ضمن البريد المزعج ، وبالتالي ستفقد إمكانية الوصول إلى صندوق البريد الوارد مستقبلاً . في إحصائية تم نشرها في إحدى المؤتمرات ، تبين أن ٢١٪ من مستقبلي البريد الاقتحامي / المزعج يقومون بالتبليغ عنه أنه مزعج .
نموذج لإحدى الشركات التي تقوم بإزعاج الناس بحجة التسويق
الحل بطبيعة الحل لا يعني التوقف أو البحث عن بديل لمراسلة العملاء عبر البريد الالكتروني ، وإنما الحل يكمن في تنظيم هذه العملية وأداءها بشكل محترف وبذوق. والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن ، كيف يمكن جمع إيميلات عملاء مستهدفين بطريقة احترافية أو ” بذوق ” ؟
والجواب باختصار يتكون من أكثر من شِق .
أولهما : أن الأهم في رسائلك الموجهة هو ” الكيف ” وليس ” الكم “ . والمقصود هنا كم وكيف القائمة البريدية التي بحوزتك . وهناك طرق مختلفة تساعدك في بناء القائمة البريدية الخاصة بعملائك . منها على سبيل المثال
تقديم محتوى أو تقارير مفيدة مقابل طلب البريد الالكتروني للشخص.
تطوير مدونة أو خدمة تفاعلية في الموقع تقدم قيمة مضافة للمستخدم تصله عبر البريد الالكتروني.
ربط القوائم البريدية على موقعك الالكتروني بالعملاء الحقيقين وطلب تزويدهم بالبريد الالكتروني عند الشراء أو عند الرغبة بالانضمام في برنامج الولاء .
ثانيهما : اجعلهم يسجلون بطواعية ورغبة منهم دون إرغام . وفر لهم مساحة واضحة في الموقع – ويفضل في الصفحة الأولى – تحت عنوان ” اشترك في قائمتنا البريدية ” . تحث الزوار على إدخال بريدهم الالكتروني .
ستتفاجئ من العدد الذي يُقبل على هذه الخطوة ، لا سيما إن كنت ستوفر معلومات مجانية بشكل دوري أو إعلان عن آخر العروض لمنشأتك .
خلاصة التدوينة
التسويق باستخدام البريد الالكتروني وبناء القوائم البريدية واحدة من أهم الوسائل في التسويق الالكتروني . لكن ، يجب أن تتم بطريقة شرعية ونظامية وإلا ستنقلب وتتحول إلى إزعاج . حينما يعرض عليك أحدهم إرسال بريد الكتروني إلى ملايين الإيميلات أو يعرض عليك شراء تلك الإيميلات ، فاعلم أن تلك الرسائل عبارة عن بريد مزعج وقوائم غير دقيقة لعملاء غير معروفين .