الموازنة النقدية هي عنصر أساسي في التخطيط المالي. وعن طريق التحديد المسبق لمصادر نقدية شركة ما واستخداماتها في الشهور المقبلة، يمكن للشركة أن تحدد احتياجاتها من النقدية بحيث تقوم بترتيب مصدر التمويل الملائم أو تحدد الفائض من النقدية بحيث يستفاد منه في عمل استثمارات أفضل.
وهناك الكثير من الشركات الصغيرة وبعض الشركات متوسطة الحجم التي تشتكي من أنها تمر بأزمات مفاجئة تعتصر مصادرها النقدية وتدفعها في آخر لحظة إلى البحث عن طرق تمكنهم من سد الثغرات. ولكن لسوء الحظ، قد تجد نفسها بعيدة عن العثور على المصدر الملائم في الوقت الملائم، أو قد تجد المال بسعر باهظ جدا مما يجعل الاستثمار المطلوب غير ذي جدوى.
وعلى جانب آخر، قد تجد بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة أن لديها فائض من الأرصدة النقدية لا يمكنها استخدامها في النشاط الذي تقوم به، ومن ثم تجد نفسها مجبرة على استثمارها مقابل عائدات منخفضة قد لا تعوض تكلفة التمويل (أسهم أو سندات).
إن الموازنة النقدية، إذا ما أُحسِن إعدادها، يمكنها أن تساعد الشركة في توقع موقفها النقدي مستقبلا، وتتيح لها اتخاذ قرارات التمويل السليمة واللازمة للتعامل مع وضع معين بمدة كافية مسبقا.
ويمكن للموازنات النقدية أن تكون إما ثابتة بطبعها، أي يمكن تأسيسها على سيناريو واحد من توقعات المبيعات والتكاليف المباشرة وغير المباشرة ذات الصلة، أو يمكن أن تكون مرنة بحيث يمكن للإدارة أن تُعد سيناريوهات مختلفة لكل عنصر فيها، بدءا من المبيعات ووصولا إلى كل عنصر من عناصر التكاليف، وبحيث يمكن للسيناريوهات المختلفة أن تشكل خططا متعددة سابقة التجهيز قبل الموعد المطلوب بحيث يمكن تنفيذ السيناريو الملائم طبقا للظروف الفعلية حيثما ومتى تحدث.
إن الاختيار بين نموذج الموازنة النقدية الثابتة أو المرنة سيعتمد في المقام الأول على ظروف كل شركة (من ناحية الحجم، والصناعة، والمنافسة، الخ)