أصبح التسويق الإلكتروني أحد ضروريات الحياة في مجتمعنا اليوم خاصة بعدما تجاوز عدد مستخدمي الانترنت في العالم -بحسب آخر إحصائية لشركة ComScore – المليار مستخدم في ديسمبر من العام 2008. ومع تسجيل منطقة الشرق الأوسط نسبة نمو عالية في مجال استخدام الإنترنت خلال العقد الأخير وامتلاكها شريحة كبيرة من السكان الشباب المولعين بالتكنولوجيا، زادت الحاجة للاستفادة من فرص التسويق الإلكتروني لتمكين الشركات والأفراد من ترويج منتجاتهم على الصعيد العالمي.
فى البداية: ما هي الأسس والخطوات الواجب أخذها لنجاح التسويق الإلكتروني؟
لنجاح عملية التسويق الإلكتروني يجب توافر ثلاثة أسس وهى: المنتج أو السلعة أو الخدمة المراد تسويقها وآلية التسويق (الموقع الإلكتروني) والخطة التسويقية. هذا ما أدلى به مجدي الخطيب تنفيذي تسويق بشركة قطر A-Z المشغل الرسمي لموقع قطر سيل خلال حوار معه على هامش الندوة الثالثة من سلسلة “تواصل الأعمال” الذي يعقدها المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا للمعلومات (آي سي تي قطر) بهدف إطلاع قطاع الأعمال في قطر على أحدث الاتجاهات والتطورات التكنولوجية لتمكين هذا القطاع من تحقيق ميزات تنافسية في السوق العالمي.
أولا: المنتج أو الخدمة المقدمة
بالنسبة للمنتج أو الخدمة المقدمة، يقول الخطيب فهي إما أن تكون منتج جديد أو منتج كان موجودا بالسوق مع إضافة بعض المزايا له أو قولبته في شكل جديد وعرضه للمستهلك مع الأخذ في الاعتبار في هذه الخطوة البحث عن المنافسين في المجال وتقييم أوجه المنافسة وتحديد ميزة تنافسية لمنتجك.
ثانيا: الموقع الإلكتروني
بعد المنتج الإلكتروني يأتي دور آلية العرض أو مكان العرض ويعتبر الموقع أهم آلية لأنه الأداة التي تساعد على جذب الزبون أو تنفيره من المنتج، وهناك العديد من العوامل المؤثرة على مكان عرض المنتج وهى: اعتماد خدمات انترنت عالية السرعة، بساطة تركيب الموقع وتصميمه مع اختبار الألوان المناسبة، الاعتماد على برمجيات التصفح والعرض الأساسية الموجودة في أنظمة التشغيل مع الابتعاد قدر الإمكان عن البرمجيات وملفات الفلاش التي تحتاج إلي تنصيب برامج لتشغيلها لأن الزبون لا يحب الانتظار لتنصيب مثل هذه البرمجيات، وتوفير قنوات للتواصل بين المستهلك والعميل بالإضافة إلي الاهتمام بالجرافيك وتوزيع الإعلانات وتنويعها من حيث إحجامها وأماكنها مع إعطاء الزبون مساحة ليختار الإعلان الذي يناسبه.
ثالثا: الخطة التسويقية
وترجع أهمية الخطة التسويقية في أنها العامل الذي يحول الزائر إلى زبون دائم للموقع، وتتنوع الخطة التسويقية بين خطة تسويقية على المدى القريب وخطة تسويقية على المدى البعيد. والخطة التسويقية القريبة المدى هي الخطة التي تهدف إلى جذب عدد أكبر من العملاء وزيادة الإقبال على الموقع مع تحقيق مستوى ربحية من متوسط إلي ما فوق المتوسط، وتكون جودة الخدمة فها متوسطة أو ما دون المتوسطة. ويمكن خلالها نشر إعلانات لموقعك على مواقع أخرى مشهورة لزيادة عدد الزوار. أما الخطة التسويقية بعيدة المدى فتعنى بزيادة ربحية وزوار الموقع من خلال بناء قاعدة بيانات بأسماء زوار الموقع وايميلاتهم وأرقام هواتفهم والتواصل معهم بإخطارهم بالتحديثات الجديدة على الموقع، هذا بالإضافة إلى تقديم عدد من الخدمات الجديدة والمجانية لزوار الموقع.
ضعف التسويق والتجارة الإلكترونية فى المنطقة
وأوضح الخطيب أنه وللأسف الشديد رغم الزيادة في عدد مستخدمي الإنترنت في الأسواق الناشئة والنامية إلا أن إجمالي حجم تجارتها الإلكترونية يمثل فقط 1.2% من حجم التجارة الإلكترونية على مستوى العالم والذي بلغ 6.8 تريليون دولار عام 2004 وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وترجع أسباب هذا الضعف – حسبما ذكر الخطيب- إلي نقص الوعي بالتجارة والتسويق الإلكتروني، عدم وجود ثقافة حول ماهية التجارة والتسويق الإلكتروني، ضعف البنية التحتية للتسويق الإلكتروني، النقص الحاد في الخبرات البشرية في مجال التسويق، عدم ثقة الناس بالحصول على المنتج من على الإنترنت، والافتقار إلي أنظمة دفع إلكتروني ذات درجة آمان عالية، والتي وإن وجدت تكون تكلفة الوصول إليها عالية جدا ولا تتماشى مع دخول الشركات علاوة على عدم وجود أسس قانونية كافية لحماية المتعاملين عبر التجارة الإلكترونية.
وأشار الخطيب أنه لمواكبة التطور والنمو الاقتصادي السريع الذي تشهده دول منطقة الخليج لا بد من الاطلاع على قصص نجاح بدول أخري في مجال التسويق والتجارة الإلكترونية وأخذ هذه القصص وتطبيقها في دولنا مع قولبتها لتناسب سكان المنطقة وتطوير مستوى الإنترنت من حيث التكلفة والسرعة، بالإضافة إلي تطوير الخبرات البشرية بإعطائهم دورات تدريبية في هذا المجال وحرص الشركات على دمج أحدث التكنولوجيات في هذا المجال.ات في هذا المجال.