الثلاثاء، 12 يوليو 2011

تجارة إلكترونية حسب الطلبات والأذواق

حتى المؤسسات التجارية العملاقة العاملة على الانترنت، تكافح لمواجهة تحدي عمليات «تشكيل البضائع والمبيعات وتقديمها حسب الطلبات والاذواق الشخصية». وأغلبية الاساليب المتبعة لإصدار توصيات لمنتجات خاصة تنطوي على تمييز وتصنيف السلع التي تميل الى ان تكمل بعضها البعض الآخر عند شرائها. وعلى الرغم من ان هذا المسعى يقوم بتجميع المنتجات حسب ميل المستهلكين لشرائها، الا انه لن يصل الى معاملة كل منهم كفرد مستقل له ذوقه الخاص.



التسوق على الشبكة اصبح من النشاطات المفضلة بالنسبة الى المستهلكين. في اي حال فإن البائعين لم ينجحوا تماما في نسخ خبرة الكشف عن السلعة الكاملة المواصفات التي تختفي في اسفل الدرج، او لذة اكتشاف محل (بوتيك) لم يكتشفه الاصدقاء بعد. بيد ان تقنية تحسين خبرة التسوق على الشبكة باتت تتطور بسرعة. ولكن لاستغلال ما يأتي من منتجات، على البائعين العودة الى الاساسيات.


* فنون المتاجرة ويبدو أن السر في نجاح التجارة الالكترونية هو الامر ذاته الذي يدفع حركة المبيعات في العالم الحقيقي خارج الشبكة ويروج لها، ألا وهو فنون المتاجرة. ولكن ليس بالمعنى التقليدي الذي يقتضي ضرورة وجود مزيج من المنتجات المختلفة او تخفيض الاسعار. ان مستقبل المتاجرة على شبكة الانترنت هو تأهيل الزبائن لكي يكونوا خبرتهم الخاصة في التسوق وتحويلهم الى محبذين لأصناف وعلامات تجارية معينة مع تأسيس خبرة تسوق على الشبكة اكثر واقعية.


والخيار الشخصي وتكييف السلع حسب الطلب الشخصي هما السر في انترنت اليوم. ويتوجب على البائعين تعلم بعض الدروس من المحاولات الفاشلة للسيطرة على اساليب الوصول الى السلع. فقد حاولت صناعة الموسيقى السيطرة بيد من حديد على انتاجها وتوزيعها، لكنها فشلت فشلا ذريعا، لكون عشاق الموسيقى دفعوا شركات الموسيقى رغما عنها الى عالم المستقبل المفتوح. وأبلغ مثال على ذلك صناعة الاعلان، فقد دفعت عمليات التحكم والسيطرة المتغيرة دائما وتأسيس الشبكات «غوغل» الى جعلها مؤسسة عملاقة برأسمال قدره 200 مليار دولار، كما تقول مجلة «أي كوميرس» الالكترونية المتخصصة في التجارة الالكترونية..


كذلك يطلب المستهلكون المزيد من الخبرة الشخصية في ما يتعلق بالانترنت. ونمو المواقع الاجتماعية على الشبكة مثل «فايسبوك» و«ماي سبايس» قد اوجد جيلا كاملا من المستهلكين اعتادوا ان يكونوا في وسط عوالمهم. فموقع «فايسبوك» مثلا يخدم كمحطة "سي إن إن" شخصية، مقدما معلومات مستمرة عن كل الامور التي تحصل مع الاصدقاء والمجموعات التي ترتبط مع بعضها البعض بوشائج وعلاقات متينة خاصة.


وجاء قدوم عمليات «التراسل الفوري» والرسائل النصية ليجعل من السهل الحصول على المعلومات والنصائح والارشادات من الآخرين على مدار الساعة. لكن البائعين على الشبكة ما زالوا متخلفين في التعرف على مدى رغبة المستهلكين في التعرف على مطالبهم الشخصية كأفراد حقيقيين.


وكان البائعون قد تحولوا ايضا الى التعرف على اللمحات الشخصية الخاصة بالمستهلكين للتعرف عليهم بشكل اعمق. لكن حتى هذا الامر لا يقدم سوى صورة جزئية عن مطالبهم واذواقهم، حتى ان بعضهم تلقى سيلا من التوصيات لمجرد انهم اشتروا هدية على شكل قرص «سي دي» موسيقي لصديق لهم لكنه ـ اي القرص وما يتضمنه ـ قد لا ينم عن ذوقهم او مطلبهم الشخصي.


* ذوق الزبون والمشكلة مع هذه الاساليب انها تركز فقط على السلوك العرضي من دون التعمق في ذوق الزبون الحقيقي ورغباته الكامنة واتجاهاته المفضلة. بيد ان الاخبار الجيدة هي ان الزبائن هم على استعداد كلي لمشاركة ما يرغبونه ويفضلونه مع الاخرين. وتتيح مواقع التسوق الاجتماعية للمستهلكين تعقب المنتجات التي تجذب انتباههم، والتي يعتقدون انها تمثلهم تماما، مما يوفر معلومات ثمينة للشركات البائعة الراغبة في الاتصال مع المستهلكين الذين وضحوا ما هي مطالبهم الفردية.


ومن الاساليب الفعالة اكثر عمليات الترشيح الجماعية المعقدة التي تلاحظ ما يتفق على تفضيله اكثر من زبون واحد ليجري التعرف على الاتجاهات العامة في الاذواق، وبالتالي تمكين البائعين التوصية على سلع معينة من بين المئات، لا بل الآلاف. وهذا يجري بالطبع عن طريق مراقبة الزبائن وطلباتهم وأفضلياتهم، وما الى ذلك بشكل تفصيلي. واذا كان الهدف الاخير هو جعل الزبون يشعر وكأنه يدخل الى مخزن في الشبكة مصمم خصيصا له، فكيف سيكون السبيل الى ذلك على صعيد التعامل والمتاجرة وعرض السلع المطلوبة؟ للعثور على الجواب جرى سؤال مجموعة من المتسوقين داخل الشبكة عن ما يتمنون فعله اثناء ذلك. وكان الجواب الاول «العثور على ما اطلبه بسرعة». وكان جواب الاخرين هو المشاركة مع طرف ثالث، هو عبارة عن نموذج عرض افتراضي يتيح للمتسوقين تشييد رمز لهم على الشبكة بمقدوره ان يجرب الثياب ويرتديها ليشاهدوا كيف تبدو عليهم، تماما مثل محلات الثياب في الحياة الواقعية. والغريب ان العديد من البائعين على الشبكة يتناسون هذه القواعد، او الاساسيات، مثل تأمين مواصفات منتجات كاملة مع صور كبيرة ملتقطة من زوايا مختلفة.


* منتجات جذابة الامر الآخر هو العثور على منتجات جذابة تستقطب الاهتمام، حتى ولو كان ذلك داخل مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات اليومية ذات التأثير الكبير. فمواقع الاصدقاء مثل «فاسيبوك» و«ماي سبايس» قد تكون مصدرا كبيرا للمعلومات في ما يتعلق بالمنتجات. وعلى الرغم من اهمية مثل هذه المواقع، لكنها قد تحيد عن الهدف قليلا في كونها ليست مواقع مفتوحة للجميع. كما ان المتسوقين الاجتماعيين على هذه المواقع لا يستطيعون التأشير على ما يفضلونه، وبالتالي حجزه او ارسال البريد الالكتروني للبائع، او منتوجه المطلوب عن طريق الوصلات المؤدية اليه. كما ان المنتوج هذا يكون غير منظور او ظاهر بالنسبة الى محركات البحث.


ولعل الخطوة الاهم على صعيد المتاجرة على الشبكة عبر الحيز، او المحل الذي تملكه الشركات المسوقة، والتي هي نادرا ما تحدث، هو جعل زبائنها يسوقون لها بضاعتها. وفي الواقع انهم يقومون سلفا بذلك مؤسسين محلاتهم ومخازنهم الافتراضية على الشبكة المليئة بالمنتجات التي تعجبهم، والتي يسوقونها ايضا على مدوناتهم ومواقعهم الاجتماعية عن طريق استخدام تطبيقات «ويدجيتس»، فضلا عن اكتشاف منتجات اخرى عن طريق تصفح المحلات الاخرى التي اوجدها المستخدمون الآخرون.